
أعلنت مؤسسة الأمل الجديد للتنمية عن إطلاق المرحلة الأولى من مبادرة “ألوان الأمل”، وهي مبادرة إنسانية واسعة النطاق تهدف إلى توفير دعم نفسي واجتماعي وتعليمي وصحي متكامل لآلاف الأطفال المتضررين من العدوان على قطاع غزة، وعلى رأسهم أبناء الشهداء والأسر النازحة.
وقال المدير التنفيذي للمؤسسة، الأستاذ مؤمن الحطاب، إن المبادرة تأتي استجابة لحاجة ملحة في المجتمع الغزي، بعد أن ارتفع عدد الأيتام خلال الحرب الأخيرة إلى أكثر من 40,000 طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، ما يشكل أزمة إنسانية حادة تتطلب تدخلاً متعدد الأبعاد وعلى مستوى وطني.
وأوضح الحطاب أن المرحلة الأولى من المبادرة تستهدف خمسة آلاف طفل، كخطوة أولى ضمن خطة ثلاثية المراحل، تمتد طوال العام الجاري، وتعمل على تقديم خدمات علاجية وتربوية نوعية للأطفال، لاسيما من الفئات الأكثر تضررًا في مناطق النزوح والدمار.
برامج المبادرة
وتشمل “ألوان الأمل” ثلاثة مسارات أساسية، أولها البرنامج النفسي العلاجي الذي يقدم جلسات فردية وجماعية، وعيادات متنقلة لعلاج الصدمات النفسية، إلى جانب برامج دعم الأقران ومرافقة الأطفال في رحلتهم للتعافي. كما يتضمن البرنامج التعليمي الإبداعي مراكز متنقلة وورش فنية في مجالات الرسم والمسرح والموسيقى، إضافة إلى مختبرات علمية وتكنولوجية تتيح للأطفال التعبير والتعلّم خارج الإطار التقليدي.
أما البرنامج الصحي، فيشمل فحوصات طبية شاملة، وبرامج تغذية علاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية، فضلًا عن جلسات توعوية للأهالي حول الصحة النفسية والجسدية للأطفال في ظل الظروف الطارئة.
آلية التنفيذ
تعتمد المؤسسة في تنفيذ المبادرة على بنية ميدانية تضم خمس فرق متنقلة قادرة على الوصول إلى المناطق المعزولة ومراكز الإيواء. ويشارك في التنفيذ أكثر من مئة أخصائي نفسي وتربوي وصحي، بدعم لوجستي من عدد من المؤسسات المحلية والدولية. كما طورت المؤسسة تطبيقًا إلكترونيًا لمتابعة الحالات وتوثيق الأثر العلاجي والتعليمي والصحي للأطفال وأسرهم.
دعوة للمشاركة
ودعت مؤسسة الأمل الجديد جميع الراغبين في المساهمة إلى التسجيل عبر الرابط المخصص للتطوع، والمشاركة في دعم المبادرة ماليًا عبر منصاتها الرسمية. كما فتحت المجال أمام المؤسسات لعقد شراكات استراتيجية عبر البريد الإلكتروني، وأتاحت رقمًا مخصصًا على تطبيق واتساب لتسهيل التواصل المباشر مع فريق العمل.
خلفية وأرقام
تشير تقارير المؤسسة إلى أن العدوان الأخير على غزة خلف عشرات آلاف الأيتام في فترة زمنية قياسية، وسط انهيار منظومة الخدمات الأساسية، وتراجع كبير في مستوى الدعم الدولي. وتُظهر الدراسات الميدانية أن أكثر من 85% من أطفال غزة يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ما يجعل التدخل النفسي والتربوي العاجل ضرورة لا تحتمل التأجيل.
وقال الحطاب في ختام تصريحه:
“نحن لا نقدم فقط مساعدة مؤقتة، بل نعمل على بناء نماذج مستدامة تعيد للطفولة ألوانها، وتفتح أمام أطفال غزة أفقًا جديدًا للحياة والتعافي والانطلاق.”
وتُعد مؤسسة الأمل الجديد للتنمية من المؤسسات الأهلية الرائدة في قطاع غزة، وتعمل منذ تأسيسها على تنفيذ مشاريع إنسانية وتنموية تستهدف الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة الأطفال الأيتام والأسر المتضررة. وتقدم المؤسسة برامج متعددة في مجالات التعليم والصحة والدعم النفسي والإغاثة، وتركز بشكل خاص على توفير رعاية متكاملة للأطفال من خلال منظومة كفالة إلكترونية، ومبادرات ميدانية تغطي مختلف مناطق القطاع.